تقدم المؤتمر الأوروبي الخامس عشر لأنظمة النقل الذكية في لشبونة خطوات كبيرة في مجال النقل الذكي في المستقبل. ففي توصياته الختامية، تحدث البروفيسور إريك سامبسون، المقرر الرئيسي، عن الأسبوع المكثف ومناقشاته، وقال: “لا يمكنني تلخيص كل ذلك في أقل من ثلاث ساعات، ولكن أستطيع أن ألخص ما حدث في إطار كل موضوع من الموضوعات الخمسة الرئيسية بمساعدة الفريق الرائع من المقررين الذين كانوا عيني وأذني في كل مكان “.
شهد موضوع التنقل المتكامل والمتصل والآلي (CCAM) أكبر عدد من المساهمات من الأوراق والجلسات. تم عرض ومناقشة المسائل المتعلقة بالاتصال والأتمتة من زوايا مختلفة، بالإضافة إلى خدمات التنقل الذكي (C-ITS) التي ركزت على تحقيق مكاسب طويلة الأمد. استعرضت معظم الأوراق الفنية تجارب الأنظمة المألوفة بينما تم طرح بعض الأفكار الجديدة، بما في ذلك ربط التسيير الجماعي للمركبات مع إدارة حركة المرور وتنبيهات الاصطدام؛ باستخدام الحوسبة السحابية في وسائط النقل الكهربائية الآلية المستخدمة في رحلات الميل الأخير. يشهد هذا الموضوع نمواً سريعاً مع توسع محفظة الخدمات المتصلة، وأصبحت التقنيات أكثر بروزًا مما كانت عليه في المؤتمرات السابقة.
برزت الرقمنة وسلسلة قيمة البيانات كمواضيع شائعة تركز على توفير البيانات ومشاركتها وتبادلها. القاسم المشترك في المناقشات تجسّد في مشاكل الحوافز وتعلُّم كيفية تبادل البيانات والمعلومات من أجل الصالح العام دون تعريض عمل الأسواق للخطر. بالإضافة إلى ذلك، تم التطرق إلى نقاط الوصول الوطنية (NAPs) في عدة جلسات وربطها بمساحة بيانات التنقل الأوروبية المشتركة، حيث تم تحديد الثقة والتعاون بين أصحاب المصلحة كأساسيات لمبادرات مشاركة البيانات الناجحة. والتأكيد على الحاجة لنظام التشغيل البيني عبر الحدود والثقة المتبادلة كعامل نجاح، حيث يعتبر التعاون وتقاسم الموارد وأفضل الممارسات أمرًا أساسيًا.
الشحن والخدمات اللوجستية كانا الموضوعين الأبرز تحت شعارين أساسيين: المنصات اللوجستية الرقمية وتقليل تكاليف سلسلة التسليم، وبرز من خلالهما استخدام التوأمة الرقمية للخدمات اللوجستية للميل الأخير والفوائد الاقتصادية للشاحنات ذاتية القيادةـ إضافة إلى نظرة واقعية حول كيف يمكن لأنظمة النقل الذكية والخدمات اللوجستية مساعدة مناطق الاضطرابات الجيوسياسية مثل أنظمة النقل الذكية التي تسهم في إحداث تغييرات جذرية في أوكرانيا. ركزت المناقشات الأخرى بشأن استخدام النقل العام في حركة الشحن على خفض البصمة الكربونية لعمليات التسليم في الميل الأخير لخلق قيمة مشتركة. ويلوح في الأفق تطور يتمثل في توفير بيانات الشحن عبر منصة معلومات نقل البضائع الإلكترونية – وهو موضوع من المؤكد أننا سنشهده في المؤتمرات المستقبلية.
أكد موضوع إدارة حركة المرور المستقبلية الحاجة إلى الحد من الكربون، وتحسين التنقل الحضري، وتعزيز السلامة على الطرق. وخلال الأيام الثلاثة تم أيضا التطرق إلى موضوع شائع آخر تمثل في تحديد التقنيات الرقمية كمفتاح لتحسين السلامة على الطرق والكفاءة وحماية البيئة والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. تمتلك خدمات التنقل الذكي C-ITS القدرة على تسهيل نقل أكثر سلاسة وأمانًا لمستخدمي الطرق والمعلومات عالية الجودة للهيئات، ولكن الوصول إلى البيانات وتوافرها أصبحا عنصرين مهمين، وهنا يُعد تعزيز التعاون أمرًا أساسيًا لإدارة حركة المرور المستقبلية، من خلال زيادة التفاعل بين هيئات الطرق ومديري المرور ومقدمي الخدمات وبين مديري الأساطيل ومُصنّعي المركبات ومشغلي البنية التحتية.
خدمات التنقل الجديدة، كانت الموضوع الخامس والأخير، وتضمنت مزيجًا من الأفكار والمخططات المبتكرة لمزيد من حلول التنقل التي تركز على المستخدم. نظرت العديد من العروض الورقية في كيفية إنشاء حوافز للأشخاص لتبني حلول تنقل جديدة، بالإضافة إلى التفكير الأوسع حول الأنشطة التي يمكن استخدامها كمخططات.
انعقدت جلسات مكثفة حول مشاركة بيانات التنقل لحظياً والفوائد من المبادرات، مثل توجيه أنظمة النقل الذكية ومساحة بيانات التنقل الأوروبية المشتركة. ظل (التنقل كخدمة – MaaS) موضوعًا حاضراً لسنوات عديدة ولكن بالنظر إلى المستقبل: ما هي توقعات المواطنين والحكومات والقطاع الخاص؟ هل التكنولوجيا جاهزة لرحلة سلسة وتبديل الأوضاع؟ هل يمثل النظام حلاً جاهزاً للمستقبل ينتظر ثقافة جاهزة للمستقبل؟
أكد مؤتمر لشبونة 2023 مجدداً إمكانات أنظمة النقل الذكية في توفير التنقل يسهل الوصول إليه، ومُنصف، وبأسعار معقولة، ومرن، وأخضر، وأكثر استدامة في جميع أنحاء أوروبا. تتقدم التقنيات بينما لا تزال السياسات تتطور وتواكب، على الرغم من أن هذه العملية طويلة والقرارات لا تزال غير مواكبة.
من خلال توجه سياسي أكثر وضوحًا، هناك إمكانية أكبر للوصول إلى هدف: صفر وفيات وصفر انبعاثات. والمشاكل المتبقية تنتظر الحل الأمثل أو الاستعداد لتكييف سلوكيات المستخدم. تمت مشاركة هذه الرسالة مع الجميع خلال الحفل الختامي، وبصفته المقرر الرئيسي للمؤتمر للمرة الأخيرة، دعا البروفيسور سامبسون إلى اتخاذ إجراء، “الرسالة الموجهة إلينا جميعًا هي أننا بحاجة إلى التغيير – الآن. أعيش في منطقة زراعية في شمال يوركشاير حيث هناك قول مأثور – لا تنتظر مرور العاصفة – تعلم العمل تحت المطر”.
سيكون تقرير المؤتمر النهائي متاحًا بحلول نهاية يوليو.
ظهر منشور ملاحظات لشبونة النهائية: التغييرات الجذرية في الاتجاهات عبر مجتمع أنظمة النقل الذكية لأول مرة على itseuropeancongress.com.
