سلسلة الندوات الإلكترونية للمؤتمر العالمي لأنظمة النقل الذكية تختتم بالتركيز على التنقل التعاوني والمتصل والآلي

يشمل التنقل التعاوني والمتصل والآلي (CCAM) مجموعة من التقنيات التي تربط وتؤتمت أنظمة النقل، والتي يُتوقع أن تعمل على تحسين السلامة والكفاءة والاستدامة في البيئات الحضرية والريفية. وقد تم التأكيد على ذلك في الندوة الإلكترونية الأخيرة في مؤتمر “ارتيكو” العالمي، والتي أشارت إلى أن تحقيق هذه المستهدفات يتطلب التغلب على تحديات التكامل التكنولوجي، وتحديث البنية التحتية والأطر القانونية والأمن السيبراني، مع كسب ثقة الجمهور.

أُقيمت الندوة الإلكترونية التي استضافتها “ارتيكو” في 27 يونيو الماضي، وتمثل ختاماً لسلسلة من ثلاث ندوات ركزت على المحاور الرئيسة للمؤتمر العالمي الثلاثين لأنظمة النقل الذكية (ITS) والذي سيعقد بدبي في سبتمبر المقبل، وانعقدت الندوة تحت عنوان: “التنقل التعاوني والمتصل والآلي – أكثر من مجرد حاصل جمع أجزائه”، وفي الندوة استعرض خبراء من بلجيكا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان، بعض التعقيدات المتعلقة بالتنقل التعاوني والمتصل والآلي، وتناولوا الرحلة من الابتكار إلى التنفيذ الواقعي.

استهل ستيفان دريهر، رئيس التنقل التعاوني والمتصل والآلي في “ارتيكو”، المناقشة، موضحاً أن التنقل التعاوني والمتصل والآلي لن يكون فقط تحت دائرة الضوء في دبي، ولكنه يعد أيضاً أحد المجالات الرئيسة التي تعمل عليها “ارتيكو”،  وأوضح أن الرؤية هي أنه بحلول عام 2025، ستكون هناك خدمات عملياتية للتنقل التعاوني والمتصل والآلي مدمجة في نظام النقل الحالي، وأن هذه الخدمات ستكون “مقبولة وشاملة ومدعومة بالبنية التحتية لتحقيق أهداف سياسة المفوضية الأوروبية من حيث إزالة الكربون والسلامة.”

بالحديث عن الاستراتيجية الأوروبية، أوضح ماكس ليمك، رئيس وحدة إنترنت الأشياء في المديرية العامة للاتصالات في المفوضية الأوروبية، أن مركبة المستقبل ستكون كهربائية ومتصلة وذاتية القيادة – أو على الأقل تتمتع بدرجة من الأتمتة – وستكون مشتركة، مما يمثل تغيرًا كبيرًا للصناعة. وحذر من التحديات التكنولوجية، قائلاً: “نرى أن عدد أسطر التعليمات البرمجية يزيد، وأقول إنه يزيد بشكل كبير، وهذا يعني أن الإنتاجية في هندسة البرمجيات هي قضية رئيسة. هناك نقص في المواهب والموارد وانخفاض في الإنتاجية، لأن علينا تخصيص كل شيء.”

وتحدث ليمك عن طرق مختلفة لتوريد واستخدام المكونات، وكيف تتغير سلاسل القيمة، وكيف تصبح المركبات “هواتف ذكية على عجلات” ويجب أن تكون ميسورة التكلفة، قبل أن يقدم شرحاً لكيفية قيام أوروبا بتنفيذ استراتيجيتها للابتكار، وكيف أن الثقافة الأوروبية تثمر عن السلامة.

تمتلك مركبات التنقل التعاوني والمتصل والآلي الآن حوالي مئة مليون سطر من التعليمات البرمجية (اكواد)، وقد تحتاج إلى مليار سطر بحلول عام 2030. الدكتور ستيف ديلنباك، نائب رئيس الأبحاث والتطوير في معهد الأبحاث الجنوبية الغربية علق قائلاً: “إنه مذهل”، وتساءل: “هل تعمل هذه التعليمات البرمجية، كيف تختبرها؟ كيف تتأكد من أنها تعمل في جميع السيناريوهات المختلفة؟”

وحذر من إدارة توقعات الجمهور بشأن الأداء التشغيلي والسلامة، مضيفًا: “إذا كنا سنصل إلى 500 مليون أو مليار سطر من التعليمات البرمجية، فإننا نخدع أنفسنا إذا كنا نعتقد أن هذه المركبات ستكون مثالية. لذا فإن جزءاً من النقاش الذي نحتاج إلى إجرائه في المستقبل هو ما التكلفة التي نحن على استعداد لتحمُّلها لنشر هذه التقنية، ولا يمكننا بيعها على أنها ببساطة خالية من الحوادث، فهذا لن يكون صحيحًا بالنسبة للركاب.”

بعيدًا عن أن يكون شيئاً من المستقبل، أصبح التنقل التعاوني والمتصل والآلي الآن حقيقة واقعة في عدة أماكن حول العالم.

وفي تحديث للجمهور حول التطورات في اليابان، وصف نائب الرئيس الأول لأنظمة النقل الذكية – اليابان، ريوتا شيراتو، مسارين لتطوير القيادة الذاتية. أحدهما للخدمات اللوجستية وخدمات التنقل، مع مسار أسرع نحو حلول ذاتية بالكامل في بيئات معينة، والآخر للمركبات المملوكة بشكل خاص التي تنتقل إلى الأتمتة ببطء ولكن عبر الطرق العامة. وقدم نظرة عامة على مشروعين، “الطريق إلى المستوى 4″، الذي يؤدي إلى خدمات القيادة الذاتية بدون طاقم، والمبادرات المتعلقة بدعم الاستثمار الأولي في العمليات على مدار العام على الطرق العامة التي تم تنفيذها في حوالي 100 موقع هذا العام. وقال: “لا تزال معظم الاختبارات الميدانية في المستوى الثاني [من الأتمتة]، من المتوقع أن يتوسع هذا إلى المستوى الرابع، وهذا رأيي الشخصي – وهو لا يزال قابلاً للتحقيق.”

لتسليط الضوء على حلول واقعية أخرى من قبل شركة تصنيع المركبات ذاتية القيادة الأسترالية-النيوزيلندية  Ohmio، التي وسعت عملياتها إلى أوروبا، قدم روبرت سيكورا، مديرها في أوروبا، دراسة حالة حول عمليات النشر الجوي بما في ذلك نقل الموظفين في مطار سكيبول في أمستردام. “وهذا تحدٍ لأن لدينا استقبالاً محدوداً  لنظام GNSS بالقرب من الساحة. والمركبات التي تتحرك هنا تعمل تحت ضغط الوقت، لذلك فإن حركة المرور صعبة حقاً والدخول إلى الساحة يخضع لتنظيم صارم للغاية.” وأوضح كيف تمكنوا من تحقيق نقل الطاقم من مركز الطاقم إلى الساحة حيث تكون الطائرة متوقفة، ثم العودة مرة أخرى.

مع انعقاد المؤتمر العالمي بدبي في سبتمبر، ستظهر الطموحات وجهود التنفيذ في مجال التنقل التعاوني والمتصل والآلي للجميع. أكد الدكتور إسماعيل زهدي، خبير التنقل المستقبلي والمبتكر في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، ما أسماه استراتيجية دبي الفريدة، برؤية تحويل 25% من الرحلات إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030.

تحدث عن شيء أساسي في المؤتمرات العالمية – ألا وهو تقديم الحلول العابرة للحدود. وقال: “التحديات التي واجهناها تمثلت في كيفية تخصيص التكنولوجيا. لذلك وكجزء من العملية هنا في دبي، حاولنا استخدام أسلوب التوازن … نحن نميل أكثر إلى تقييم حالات الاستخدام، وليس التكنولوجيا نفسها. لذا، كلما كانت التكنولوجيا متوافقة مع بيئتنا، فإننا سنقبلها.”

سيكون جميع هؤلاء المتحدثين حاضرين ومشاركين في عروض تقديمية في المؤتمر العالمي لأنظمة النقل الذكية في دبي من 16 إلى 20 سبتمبر. تتوفر أسعار الحجوزات المبكرة لتذاكر المندوبين حتى 15 يوليو عبر الموقع الالكتروني (itsworldcongress.com).

بإمكانكم مشاهدة هذه الندوة الإلكترونية بكاملها في قناة يوتيوب ارتيكو من خلال نقر هنا (clicking here.).

مشاركة